التقليد هو كل تعليم وصل الينا عن طريق التسليم الرسولي والابائي أي انه التعليم الشفهي غير المكتوب في الكتاب المقدس . لذا فان التاريخ الرسولي هام ولولا تسليم الأباء الرسل لما وصل إلينا المبادئ العامة لطقوس الصلاة وطقوس القداس (الشركة في جسد الرب ) او طقوس الصلاة في يوم الأحد او التقليد في سيامه القسوس وطقوس الترانيم او صلاة المزامير والعظات
التقليد في العهد القديم
هناك إثباتات كثيرة علي تسلم التقليد الشفهي من الانبياء في العهد القديم
لم تكن هناك شريعة منذ أدم حتى عصر موسي النبي ولكنهم تسلموا من الرب ما هو الخطا وما هو الصواب وامثال ذلك كثيره فكيف عرف ابراهيم فكره بناء المذبح (تك8: 20) و(تك 12: 7)" و ظهر الرب لابرام و قال لنسلك اعطي هذه الارض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له"
وكيف عرف نوح فكرة تقديم الذبائح الطاهره وغير الطاهرة ( تك 8: 20) " و بنى نوح مذبحا للرب و اخذ من كل البهائم الطاهرة و من كل الطيور الطاهرة و اصعد محرقات على المذبح فتنسم الرب رائحة الرضا"
كيف عرف ابراهيم ملكي صادق كاهن الله العلي (تك 14 : 18 ) و " و ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا و خمرا و كان كاهنا لله العلي و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الارض و مبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك فاعطاه عشرا من كل شيء "و(عب7: 6)
وكيف عرف ابينا يعقوب فكرة تقديس الاماكن المقدسه التي للرب ودهنها بالزيت (تك 28: 18) " و بكر يعقوب في الصباح و اخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه و اقامه عمودا و صب زيتا على راسه و دعا اسم ذلك المكان بيت ايل "
وكيف عرف ابينا يعقوب فكره تقديم العشور وقوله لله كل ما اعطيتني فهولك (تك 8: 22) " و نذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي و حفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه و اعطاني خبزا لاكل و ثيابا لالبس و رجعت بسلام الى بيت ابي يكون الرب لي الها و هذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله و كل ما تعطيني فاني اعشره لك"
وكيف عرف يوسف بان الزنا هو شر امام الرب حتي ولو علي حساب سجنه بسبب بتوليته (تك 39 : 9) " فكيف اصنع هذا الشر العظيم و اخطئ الى الله "
لم يذكر العهد القديم الحرب التي دارت بين ميخائيل رئيس الملائكه وبين ابليس ولكنها ظلت بالاف السنين تسلم للاجيال حتي زكرها القديس يهوذا الرسول" و اما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (يهوذا 1) وحتي قصه سقوط الشيطان "و الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام" وبطرس يقول " لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم و سلمهم محروسين للقضاء " (بطرس الثانية 2 : 4)
التقليد في العهد الجديد
لم يذكر الكتاب المقدس كل الأحداث او حتى تفاصيل الحدث ولم تركز الأناجيل الاربعه كل تعاليم الرب يسوع او كل معجزاته وهناك العديد من الادلهعلي ذلك (يو21: 25)" و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" وايضا " و ايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب و اما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه" (يو20 :30) وهناك الكثير من المعجزات التي لم تكتب (لو4: 40) " و عند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بامراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه على كل واحد منهم و شفاهم"
لم تزكر الاناجيل كل تعاليم الرب بدليل انه كان يكرز ويطوف المدن ويعلم في مجامعهم ولم يذكر كل التعاليم التي علم بها وحتي العظه علي الجبل وايضا مقابلته مع تلميذي عمواس " فقال لهما ايها الغبيان و البطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا و يدخل الى مجده ثم ابتدا من موسى و من جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب "(لو 24: 27) ومكث الرب بعد قامته اربعين يوما ولم يذكر الكتاب المقدس كل الامور المختصه بملكوت الله " الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم و هو يظهر لهم اربعين يوما و يتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله"
اوصي الرب يسوع بالبشره بالانجيل مع انه لم يكن هناك اناجيل في ذلك الوقت . والمقصود طبعا هو البشرة بما قد تسلمة الاباء من الرب شفهيا وقال لهم " جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله و يقول قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل" (يو1: 15) وفال لهم " فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس و علموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به "(مت28: 19)
التعليم الشفهي المسلم من الاباء الرسل له ادله كثيره "ان كان احد يجوع فلياكل في البيت كي لا تجتمعوا للدينونة و اما الامور الباقية فعندما اجيء ارتبها " (1كو11: 34) وفي رسالته الي تلميذة تيموثاوس قال " و ما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا أمناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا " (2تي2:2) وقال للقديس تيطس " من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الامور الناقصة و تقيم في كل مدينة شيوخا كما اوصيتك (تيطس 1) وفي رسالته الي اهل كورنثوس الاولي (11: 23) " لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا و شكر فكسر و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري "
ويوحنا الانجيلي ايضا في رسالاته قال " اذ كان لي كثير لاكتب إليكم لم ارد ان يكون بورق و حبر لاني ارجو ان اتي اليكم و اتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا كاملا (يوحنا الثانية 1 : 12)" و كان لي كثير لاكتبه لكنني لست اريد ان اكتب اليك بحبر و قلم " (يوحنا الثالثة 1 : 13) وايضا " الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة فان الحياة اظهرت و قد راينا و نشهد و نخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب و اظهرت لنا الذي رايناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم ايضا شركة معنا و اما شركتنا نحن فهي مع الاب و مع ابنه يسوع المسيح" (1يو 1: 1)
لم يذكر العهد الجديد سيامته رسولا ومن الذي عمده من الذي اعطاه هو وبرنابا يمين الشركة ( غلا 2 :9) ومن الذي أعطاه سلطان الحل والربط كي ان يربط ويحل خاطي كورنثوس (2كو2:6)
رفض الرسل التقليد الباطل الذي لم يستلمه الرسل من الرب " انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة و بغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم و ليس حسب المسيح " (كولوسي 2 : سأل الفرسيين الرب يسوع قائلا " لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا فاجاب و قال لهم و انتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم . . . فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم (متى 15 : 3-6) لان الفريسيين و كل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ (مرقس 7 : 3) ويقول الرسول بولس عن نفسه قائلا " و كنت اتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من اترابي في جنسي اذ كنت اوفر غيرة في تقليدات ابائي " (غلاطية 1 : 14) " ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي اخذه منا " (تسالونيكي الثانية 3 : 6)