Admin Admin
عدد الرسائل : 621 العمر : 33 الموقع : www.avashnoda.yoo7.com العمل/الترفيه : طالب اسم أب اعترافك : أبونا شنودة اسم الكنيسة التابع لها : : الأنبا شنودة والأنبا هرمينا المحافظة : اسم النحافظة التابع لها تاريخ التسجيل : 20/06/2008
| موضوع: منهج الحياة المسيحية الأسبوع الأول من الصوم المقدس الأربعاء يونيو 25, 2008 8:53 am | |
| عظة لأبونا متى المسكين
بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36 فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ. 37 وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. 38 أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ». لوقا 6 : 35 – 38 انجيل هذا الصباح يا احبائى ثلاثة اعداد , لكن يحوى كل منهج المسيحية . ثلاثة اعداد .
و الانسان حينما يتكلم عن وصايا الرب , يشعر بالعجز و القصور الشديد , ما اصعب هذا اليوم عليا , حين اتكلم عن وصايا الرب و نحن لم نكمل شيئ منها , لكن نحن مرتبطين بكل كلمة يقولها الرب , لابد ان نفهمها و نشرحها .
ثلاث اعداد فيها ثمان وصايا , ستة منهم بالايجاب و اثنين بالنهى .
بالايجاب : 1) أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ 2) وَأَحْسِنُوا وَ 3) أَقْرِضُوا 4) فَكُونُوا رُحَمَاءَ 5) اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ 6) أَعْطُوا تُعْطَوْا
وكل واحدة لها صفات مكملة . اما النواهى : 1) وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. 2) لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ
فى الحقيقة مقسومة الوصايا اثنين و بحكمة , فالوصايا الايجابية موجهه للانسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر و قداسة الحق . وصايا له و هو لها , فى الحقيقة . اما الوصايا التى تعتبر نواهى فهى لردع الانسان العتيق و وضع حدود له و ايقافه عن عملة , لان بالوصيتين السلبيتان دول , ممكن يلوث كل الوصايا الايجابية . فننتبه . و طبعا كما قلت لكم ان هؤا منهج كامل , فسوف اضطر ان اعبر عبور على كل ما فية , دونما شرح .
الوصايا الايجابية كلها , تستحيل شكلا و موضوعا على اى انسان يعيش بفكرة و طبيعتة العتيقة , محكوما علية بالذات و بالخطيئة . و المحك ..... احبوا اعدائكم .
المحبة :
اى انسان يعيش فى خطايا , يستطيع ان يحب عدوه ؟؟؟؟ هذا هو المحط الذى وضعة السيد المسيح و هو محك فاصل , كى ننتبه و حينما نحاول و نحن لم نأخذ الانسان الجديد , نرتدع و نعرف اننا فى الخارج , كى نحاول ان ندخل .
مجبة الاعداء شيئ تنفرد به المسيحية , كصفة خاصة بالخليقة الجديدة , التى هى على صورة خالقة فى البر و قداسة الحق , كما ذكرنا قبل ذلك .
ما معنى هذا ؟ معناه , ان الذات التى تتأثر بالعداوة , و تنفعل لها و تتحفز ضدها , ليست موجوده . يعنى يستحيل تكون الذات موجودة التى لها هذه الصفات , تستطيع ان تتجاوز نفسها و تحب العدو . حيث احتمال التنازل , و البذل حتى الموت وارد , لان الذات غير موجودة . معناها ايضا ان عنصر اخلاقى فائق للطبيعة , دخل الانسان . العنصر الفائق للطبيعة هو : محبة الله التى اسكبت فى قلوبنا بالروح القدس .
هذة هى المحبة التى هى مصدر اساسى لنحب به على مستوى العدو . هنا تكون محبة الاعداء عمل منعكس من على الصليب . حل فى طبيعتان و سلوكنا كفعل حى يعمل لحساب المصلوب , و لكن نحن نتواجه معه , مع هذا الفعل و مع هذا العمل و مع هذه الوصية بالذات , نتواجه معها كل يوم وجه لوجه , امام المذبح . حينما نتناول من الجسد و الدم , نحن نتناول نتيجة ذبح على الصليب , تم بيد اعداء , و بمحبة الاعداء . المسيح احب و اسلم ذاتة حتى الموت . الذين اماتوة و قتلوه هم الاعداء , و هو احبهم و غفر خطاياهم من على الصليب . كل مرة بنتواجه مع الجسد و الدم , بنتواحة مع " احبوا اعدائكم " .
تمت " المحبة" .
لاحظوا التسلسل , و ان الوصية الثانية متعلقة بالاولى .
الوصية الثانية :
احسنوا الى مبغضيكم :
احسنوا , مش مشتقة من حسنة ( صدقة ) , احسنوا الاصل بتاعها " Aghatho Pe’ita" اى " اعمل الصالح او يعمل الصالح " , فاحسنوا بمعنى عمل الصلاح و ليس بمعنى " حسنة لله " .
طبعا هى احسنوا الى مبغضيكم , هذه الوصية " احسنوا الى مبغضيكم " طبعا مترتبه اساسا و بالضرورة على احبوا اعذائكم , مستحيل ان انسان يحسن الى مبغضية و هو لا يحب اعداءه . الاثنين مربوطين ببعض , الاولى قائد و الثانية مقود .
قوة الاحسان للذين يبغضوننا بالصالح او بالصلاح و لا تجئ من فراغ , او تجئ من صنع الذات , هذا مستحيل ان الذات الداخلية تتحرك و تحسن الى المبغض , او الى الذين يبغضون , هذا امر مستحيل .
بل هى افراز من افرازات المحبة الكثيرة , المحبة بتفرز الاحسان للاخرين ( الميل الثانى للمحبة ) , المحبة عندما تكون ساكنة بالداخل , بتعمل عملها , فهى افراز من افرازات المحبة الالهيه التى سكنت الطبيعه الجديدة , و فتحت مغاليق احشائها على احسانات الله , التى بلا حصر و بلا عدد , فيأخذ و يعطى . مافيش جهد , يعنى لا يحاول يقنع نفسه , انه يحسن الى مبغضية – لا يجد اقناع – مافيش جهد مبذول , لانة يأخذ و يعطى , لماذا ؟؟ لان احسانات الله قد اغرقته , فى حياتة , فى رجوعة الى الله , فى توبتة , رأى العجب من احسانات الله , من اجل هذا , عندما يحسن , ليس من ذاتة , و لا من مفراغ , فهو يأخذ مما سبق و اخذ و يعطى .
الوصية الثالثة : وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ
هنا فى الحقيقة (paradox) تضاد , مضاده , القرض – معناها انة بيسترد – ليس هناك انسان يقرض بدون ان يطالب بما قد اقرض – يسترده – ايضا المضادة الثانية , انى ليس هناك انسان يقرض انسان الا اذا كان على مستواه فى الكرامة , و المال .
مش ممكن واحد فقير , يقرض واحد غنى !!! و لا غنى يقرض فقير , لانة سيقول لنفسة انة لن يردها . فنحن هنا لا نتعامل مع الانسان العتيق او الانسان الطبيعى و اصولة فى المعاملات , بل الانسان الجديد الذى لا يستسيغ كلمة ( حسنة = صدقة = حسنة لله ) لا يستاسيغها . من اجل هذا وضعها السيد المسيح فى اطار كلمة القرض , بالرغم من انها ليست قرض , لانك سوف تعطى و لن تأخذ على مستوى القرض , على اساس انك لن تسترد , فكيف تكون قرض ؟؟ و كأن الله يقول لك , اعطى المحتاج و كأنك تقرضنى انا , هذا هو المفهوم تمام .
هناك اية ( الذى يرحم الفقير , يقرض الرب ) امثال 19 : 7 , و هى اية جميلة جدا جدا , فهو لا يستسيغ معنى الحسنة , فى نفس الوقت , لا يستسيغ مفهوم التعالى ان الغنى يعطى الفقير . فهما مفهومها , انك تعطى واحد فقير جدا , و احد محتاج جدا جدا , لكنك تعطية على اساس القرض , انكم كثل بعضكم البعض . فالسيد المسيح وضع هذه الوصية , مفهم ما فعلة هو فى حياتة , انة و هو غنى افتقر من اجلنا , فاعطانا هذه الوصيه على اساس اننا نقرض , بمعنى اننا فقراء , نعطى هذا الفقير الذى هو اغنى مننا . مفهوم عجيب , ولكنه مفهوم مسيحى رائع , و يدخل فى اطار الطبيعة الجديدة .
كذلك ان الاموال التى نعطى منها , التى نقرض منها , ليست لنا فى الحقيقة – بالنسبة للانسان المتجدد , او انسان المخلوق بحسب الله , الذى اخذ الطبيعة الجديدة الروحانية , المولود من فوق – ماله ليس ملكة , فيقول : انا ليس لى مال , انما انا وكيل على عطية الله التى اعطاها لى , صحيح ان الله اعطانى كثيرا جدا , لكنها ليست ملكى , انا لست حر فى اتصرف فيها , انا عندما احس بصوت الله ان اعطى فحينئذ اعطى , فانا لا اعطى من عندى و لا اعطى برأئ , لكن يعطى على اساس الاية السابقة ( الذى يرحم الفقير , يقرض الرب ) امثال 19 : 7
كذلك مفهوم مهم جدا فى القرض , انك بتفقد , من المحتمل انك بتفقد جزء كبير من مالك , حسنا , فالفاقد فى مفهوم الانسان الذى يعيش فى المسيح يسوع , ان كل فاقد يتحول الى كنز فوق , لذلك فهو يعطى بسرور , لانه شاعر ان فى عملية تحويل الى فوق , من بنك ارضى الى بنك سماوى .
كذلك ايضا , ليس فقط لو اقرضت , انما لو اخذت اموالك بدون ارادتك ( سلبت ) , يتحدث عنها بولس الرسول ( انتم الذين قبلتم سلب اموالكم بفرح ) ..... لماذا بفرح ..؟؟؟؟ لانة اخذ من هنا ليوضع فوق .
الرابعة : فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ
من ذاق الرحمة يرحم , و من لا يصنع رحمة , لا تجوز علية الرحمة فى السماء , ( ليس رحمة لم لا يعمل الرحمة ) . الانسان فى طبيعتى الاولى , يرحم , بس يرحم بنى الرحم يعنى اقرباءة , مثل اليهود , يستحيل يقرض او يعطى الرجل الغريب , لكن فى المسيح يسوع شققنا الرحم الجسدى و خرجنا من اطارة و دخلنا فى رحم السماء , التى فيها الكل مولود من الله , من اجل هذا يرحم , لمن ليس من عندة , فلا يشعر انة يضحى من جسدة او امواله , ولكن بيأخذ و يعطى بالمفهوم .
مراحم الله , عندما تنسكب على انسان , فانها تجعله يرحم بشدة و بغزارة . يلاحظ هما ان المسيح تدرج للدخول للعمق , من محبة , الى احسان , الى اقراض الى رحمة . لو وضعناهم بجانب بعضهم و تأملنا فيهم , نجد ان الرحمة , مبنية على الثلاثة السابقين , تبنى على المحبة , وعلى الاحيان الذى مارسته , و على الاقراض الذى بلا عائد , فتأتى مباشرة الرحمة .
وهكذا تدخل الرحمة فى صفات الله , عن هذة الطريقة , انها تعطى و تعطى بسخاء , فطبعا هى ليست لبنى الانسان .
هنا ( كونوا رحماء ) , بتحتمل معنى , ان الانسان عندما يجد اخوة فى ضيق , او فى شدة او فى تعب , ليس فقط يرحم من عنده , انما يحاول ان يشترك مع ضيقه الاخرين , يشترك فى ضيقتة , يشترك فى حزنة , يشترك فى دموعة ( فرحا مع الفرحين , بكاء مع الباكين ) .
ليس فقط يحاول ان يتبنى ضيقتة , و يحملها معة , انما بعد ان يتقدم قليلا , يحاول ان يحمل هذة الضيقه عنة . هذة هى الرحمة فى مفهومها الواسع | |
|