أنا فى البيداء وحدى ليس لى شأن بغيرى
لى جحر فى شقوق التل قد أخفيت حجرى
و سأمضى منه يوما ساكنا ما لست أدرى
سائحا اجتاز فى الصحراء من قفر لقفر
ليس لى دير فكل البيد و الآكام ديرى
لا و لا سور فلن يرتاح للأسوار فكرى
أنا طير هائما فى الجو لم أشغف بوكر
أنا فى الدنيا طليق فى أقامتى و سيرى
أنا حر حين أغفو حين أمشى حين أجرى
وغريب أنا أمر الناس شئ غير أمرى
الرهبنة وحدة، وهي درجات:
وكما قال مار اسحق: تبدأ براهب يعيش في مجمع الرهبان بالدير إلى مُبتدئ في الوحدة، إلى راهب يحتفظ بصمت الأسابيع أي أنه يعتكف في قلايته طول الأسبوع، ثم يتقابل مع الرهبان في قداس الأحد، تلي ذلك درجة متوحد في مغارة، ثم متوحد لا مغارة له، وهكذا يصل محب الوحدة أخيراً إلى درجة سائح.. وهذه الأبيات تتحدث عن الدرجة الأخيرة. ننشرها منتظرين أحد الآباء أن يكملها بخبراته..
(البابا شنوده - أوائل يوليو 1954