عقـــــــــدة القهر

"يمثل هذا الموضوع وجهة نظر شخصية وما عرض فيه مما كان متعلقــًا بأمور قد تصنف على أنها سياسية لم تقصد لذاتها وانما كتبت كتوضيح لقضيتى الأساسية التى أتعرض لها والخاصة بالكنيســـة"
أن تكون تحت سطوة سيد هو أمر سىء أما أن تكون تحت سطوة عبد فهو أمر لا يحتمله ذوو البأس الشداد فان ذلك العبد سيصب لعنات سيده مضافـًا اليها لعناته على هذا المسكين.
والحقيقة أنه فى مصر يظهر ذلك المشهد جليــًا وكلٌ ينظر الى نفسه باعتبار أنه ذلك العبد مهضوم الحق ويتناسى أنه يكون أحيانـًا سيدًا غليظ الرقبة ولعل هذه الظاهرة ليست فى مجتمعنا فقط بل هو طابع انسانى عام لم يتحرر منه الا من استطاعوا أن يتغلبوا على عقدهم النفسية وليس من بين هؤلاء مثلاً اسرائيل التى تهضم حق الفلسطينيين مستعطفة العالم بأحداث بعد عهدها وقرب هجرها .
ولعل المشهد فى مصر أكثر وضوحـًا فالمسلمون يئنون من سطوة الغرب المتجبر عليهم ويمدون ايديهم بالدعاء على أولئك الظلمة المفتخرين بقوتهم وباليد الأخرى يلهب بعضهم ظهور المسيحيين بسوط الاذلال فى الوطن الذى أظن أنه أكثر وطأة من ظلم الغرب وظل هذا المشهد ممتدًا _الغرب يظلم المسلمين والمسلمون _بنوع ما_ يظلمون المسيحيين_حتى ظهر أخيرًا_للأسف الشديد_ أن المسيحيين ما أن يجدوا عبدًا الا وسيظلموه ويهضموا حقه ذلك العبد كان الطوائف التى لا تتمتع بشعبية الارثوذكسية فى مصر و أخيرًا من أرادوا انشاء كنائس (مثل ماكس ميشيل)* وتناسى الأقباط الأرثوذكس وتناست الكنيسة أنهمهم من نادوا طويلاً لمنح حرية العقيدة وحرية بناء الكنائس وحرية وحرية وحرية .....وهاهم الآن يتهمونهذا وذاك بمخالفة القانون ؛ ذلك القانون الذى يعانون منه ويصبوا عليه جام سخطهم صار الآن ملاذهم ليتسلطوا به على الأقلية ؛ انه ذاك القانون الذى يحمى القوى على حساب الضعيف ؛ فهو الذى أعطى المسلمين الحق فى الحجر على حرية العقيدة بالاعتناق أو التغيير وهو الذى يعطى المسيحيين الأرثوذكس الآن الحق فى الحجر على حرية العقيدة وحرية انشاء دور عبادة أيـًا كان اسمها .
وستظل السلسلة غير منتهية ..قوى يظلم ضعيفـًا حتى ندرك كيف نتعايش وحتى ندرك أن حرية العقيدة ليست هى أن تسود عقيدتى وألقى بالفتات للآخرين وحتى ندرك أنه ليس لأحد وصاية على دينى لا الدولة ولا رجال دين ولا أى كان ؛ فان كنت أريد أن أترهب أو أتصوف فذاك شأنى وان كنت أريد أن أكون ملحدًا زنديقـًا فذاك شأنى أيضـًا .
ولنتخلى قليلاً عما نسميه ثوابت وقيم المجتع فما هى الا قيود وحدود وضعها الأقوياء للسيطرة على الضعفاء سيطرة عن طيب خاطر وجهل

*لا يفهم من كلامى على اى حال اتفاقى مع ماكس ميشيل فى أفكاره بل انها كما عرضت غريبه عن تعاليم الكنيسة و الكتاب المقدس ولكننى عنيت أن له الحرية فى اعتقاد ما شاء والمناداه به